هل بعـــــد مفـــترق الأظعان مجتمع ؟ !
مهيار الديلمي
المتوفى 428
هل بعـــــد مفـــترق الأظعان مجتمع ؟ ! * أم هـــــل زمـان بهم قد فات يرتجع؟!
تحـــــملوا تسع الـــــبـــــيداء ركبــــــهم * ويحـــــمل القـــلب فيهم فوق ما يسع
مغـــــربين هـــــم والشمـــــس قد ألفوا * ألا تغـــــيب مغيـــــبا حـــيثما طلعوا؟!
شاكـــــين للبـــــين أجـــــفانا وأفــــــئدة * مفجعـــــين بـــــه أمثال ما فجعــــــوا
تخـــــطو بهم فاتـــــرات فــي أزمتها * أعـــــناقها تحــــت إكراه النوى خضع
تشـــــتاق نعـــــمان لا ترضى بروضته * دارا ولـــــو طـــــاب مصطاف ومرتبع
فـــــداء وافـــــين تمشي الـوافيات بهم * دمـــــع دم وحـــــشا فــــي إثرهم قطع
الليل بعـــــدهم كالفجـــــر متـــــصـــــل * ما شـــــاء والنـوم مثل الوصل منقطع
ليت الذين أصاخوا يـــــوم صاح بهــم * داعي النوى: ثوروا صموا كما سمعوا
أو ليت ما أخذ التوديع من جسدي * قضـــــى عـــــلي فللتعـــــذيب مــا يدع
وعـــــاذل لج أعـــــصيه ويـأمـــــرنــي * فيــــهم وأهـــــرب منـــــه وهـــو يتبع
يقـــــول: نفـــــسك فاحفــــظها فإن لها * حقـــــا وإن عـــــلاقات الهــــوى خدع
روح حشـــــاك بـــــبرد اليـأس تسل به * ما قيـــــل فـــــي الحـــــب إلا أنه طمع
والـــــدهر لونـــــان والدنـــــيا مقلبــــة * الآن يعـــــلم قـــــلب كيـــــف يـــرتدع
هـــــذي قــضايا رسول الله مهملة * غـــــدرا وشـــــمل رسول الله منصدع
والنـــــاس للعـــهد ما لاقوا وما قربوا * وللخـــــيانة ما غـــــابوا وما شسعــوا
وآلـــــه وهـــــــم آل الإلـــــه وهـــــــم * رعـــــاة ذا الــدين ضيموا بعده ورعوا
ميثـــــاقه فيـــــهم ملقـــــى وأمتـــــه * مـــــع من بغـــــاهم وعاداهم له شيع
تضـــــاع بيعـــــته يــوم (الغدير) لهم * بعـــــد الرضـــــا وتحـاط الروم والبيع
مقسميـــــن بإيـــــمان هـــــم جــذبوا * بـــــيوعها وبأسيـــــاف هم ظبعوا
ما بـــــين ناشر حـــــبل أمـس أبرمه * تعـــــد مسنونـــــة من بعـــــده البــدع
وبـــــين مقــتـنص بالمـــــكـر يخدعه * عـــــن آجل عـــــاجل حلــــــو فينخدع
وقـــــائل لـــــي: عـــــلي كـان وارثه * بالنص منه فهل أعطوه ؟! أم منعوا؟!
فقلـــــت: كــــانت هنات لست أذكرها * يجـــــزي بهــــا الله أقواما بما صنعوا
أبلـــــغ رجـــــالا إذا سميتهم عـرفوا * لهم وجـــــوه من الشحـناء تمتقع
توافـــــقوا وقـــــناة الـــــدين مائـــلة * فحـــــين قــامت تلاحوا فيه واقترعوا
أطـــــاع أولـــــهم فــــي الغدر ثانيهم * وجـــــاء ثالثـــــهم يقـــــفو ويتـــــبــع
قـــــفوا عــلى نظر في الحق نفرضه * والعـــــقل يفـــــصل والمحجوج ينقطع
بـــــأي حـــــكم بنـــــوه يتبعـــــونـــكم * وفخركم أنـــــكم صحـــــب لــــه تبع؟!
وكيـــــف ضاقت عـلى الأهلين تربته * وللأجانب من جنبــيه مضطجع ؟ !
وفيم صيـــــرتم الإجماع حجتـــــكـــم * والناس ما اتفقوا طوعا ولا اجتمعوا؟!
أمـــــر (علي) بعـــــيــد من مشورته * مستكـــــره فيـــــه و (العــباس) يمتنع
وتدعـــــيه قريش بالقرابة والأنصار * لا رفـــــع فـــــيــــــــــه ولا وضـــــــــع
فـــــأي خـــــلف كخـــــلف كان بينكـم * لـــــولا تلـــــفق أخـــــبار وتصطنع ؟ !
واسألهـــــم يوم (خم) بعــد ما عقدوا * له الولاية لم خانوا ولم خلعوا ! ؟
قـــــول صحيح ونـــــيات بها نغـــــــل * لا ينـــــفع السيف صقل تحته طبع
إنكـــــارهم يـــــا أمير المؤمنيـن لها * بعـــــد اعـــــترافهم عــار به ادرعـــوا
ونكثـــــهم بك ميلا عـــــن وصيتـــهم * شـــــرع لعـــــمرك ثان بعـــده شرعوا
تركـــــت أمـــــرا ولو طــــالبته لدرت * معـــــاطس راغـــــمته كــــيف تجتدع
صبـــــرت تحفــظ أمر الله ما اطرحوا * ذبا عن الدين فاستيقظت إذ هجعوا
ليشـــــرقن بحلـــــو اليـــــوم مر غــد * إذا حصدت لهم في الحشر ما زرعـوا
جاهـــــدت فيـك بقولي يوم تختصم الـ * أبطــال إذ فات سيفي يوم تمتصع
إن اللســـــان لوصـــــال إلــــى طرق * في القلــــب لا تهتديها الذبـــل الشرع
آبـــــاي فـــــي فــــارس والدين دينكم * حـــــقا لقـــــد طــــاب لي أس ومرتبع
ما زلت مذ يفعـــت سني ألوذ بكم * - حـــــتى محا حقــكم شكي - وأنتجع
وقد مضـــــت فـــــرطات إن كفلت بكم * فرقت عن صحفي البأس الذي جمعوا
(سلمان) فيــــها شفيعي وهو منك إذا * الآباء عـــــندك فـــــي أبنائهم شفعوا
فكـــــن بها منـــــقذا مـن هول مطلعي * غـــــدا وأنـــــت مـن الأعراف مطلع
سولــــت نفسي غرورا إن ضمنت لها * أنـــــى بذخـــــر ســـــوى حبيك أنتفع